حجج طفلك للهروب من المدرسة.. لها حل

تستيقظ العديد من الأمهات كل يوم علي شكوي أطفالهن بعدم الرغبة في الذهاب الي المدرسة بحجة الشعور بألم في البطن أو الرأس أو المشكلة مع زميل أو مدرس ما وغيرها من الحيل التي يتحجج بها الأبناء للهروب من المدرسة.. وليس هذا فقط بل هناك من يختلق الحيل للهروب من المذاكرة أيضا.

فكيف يمكن للأم كشف هذه الحيل والتعامل معها.. ومساعدة ابنائها علي تجاوز مشاكلهم الدراسية واكسابهم مشاعر الحب الدائم تجاه المدرسة والاقبال بنشاط علي متابعة واجباتهم؟!.

تقول الدكتورة ليلي عبدالوهاب.. أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها: الخوف من الذهاب الي المدرسة قد يكون أحيانا بسبب الخشية من مراجعة الواجبات مع المدرسين أو التهرب من الامتحانات الدورية أو ربما بسبب الانتقال من مدرسة لأخري مما يؤثر سلبا علي الطفل لشعوره بفقدان معلميه وأصدقائه وزملائه المفضلين الذين اعتاد عليهم.. وهو ما يجعله يخشي التأقلم من المحيط المدرسي الجديد.

تضيف: هناك أيضا القسوة التي يمكن ان يجدها الطفل من بعض المدرسين الذين يجهلون التعامل مع مشاعر واحساس الطفل ولا يرعونها انتباهم

كما ان تبدل المعلمين المتكرر الذين يحدث في كثير من المدارس يؤثر كذلك سلبا علي استقرارالطفل النفسي ورغبته في الذهاب الي المدرسة فما ان يتأقلم الطفل مع معلمه ويعتاد أسلوبه ويتعلق به حتي يأتيه آخر يجد أن عليه أن يعتاده ويتعامل معه.. ثم ان هناك الإهانة والسخرية التي قد يتعرض لها الطفل من بعض أقرانه مما يسبب له نفورا من المدرسة.. لذا علي الأم ان تحدد سبب المشكلة لتبدأ في التعامل معها ومساعدة الابن علي تجاوزها.

تكمل: إلا انه قد تسهم الأم أحيانا في شعور الطفل بالانزعاج من المدرسة حيث تزداد هذه المشكلة لدي الأطفال المرتبطين بأمهاتهم بصورة قوية مما يجعلهم ينزعجون من فكرة الابتعاد عنهن.. فضلا عن ان الأم قد تنفر ابنها من الذهاب للمدرسة بسبب تخويفه أو تهديده بابلاغ المعلمة بما ارتكبه من أخطاء في المنزل وهو ما يجعله يشعر بالخوف من الذهاب للمدرسة لشعوره بان هناك عقابا أو تأنيبا ما ينتظره.

تغيير الصور السلبية

لمواجهة هذه المشاكل لابد من تعاون جميع الأطراف في تقريب المدرسة الي قلب الطفل وتقبله لها. فمن جهة المدرسة يجب الالتفات الي أهمية اعداد الطفل للتكيف معها من خلال تكثيف النشاط الجماعي للتلاميذ مع بعضهم البعض وتعظيم دور الاخصائي الاجتماعي في مواجهة المشاكل الطارئة لهم وعلينا ان نغير الصورة السلبية التي يعتقدها الطفل في مدرسة والعمل علي جعلها بيئة مناسبة لممارسة النشاطات والمهارات التي يمكن ان تثير وجدان الطفل وتجعله يجد فيها نفسه.

فترة كافية.. للإعداد!!

تري الدكتورة حنان حافظ.. أستاذ أصول التربية بجامعة عين شمس علي ان الأم اعداد الطفل نفسيا وجسديا قبل ذهابه الي المدرسة. الإعداد الجسدي ولابد ان يكون قبل بداية العام الدراسي بأسبوع علي الأقل حتي يعتاد الطفل علي نظامه الجديد فيكون قادرا علي الاستيقاظ في الصباح الباكر ومواصلة نشاطه الدراسي بعد العودة للبيت وهو ما يساعد التلاميذ علي تخفيف صدمة الاعتماد علي نظام يومي جديد كذلك يجب علي الأم اصطحاب أطفالها الي المدرسة ومساعدتهم في التعرف علي أجوائها واعطائهم فكرة ايجابية عنها من خلال التحدث عن الأشياء الجميلة والممتعة التي يمكن ان يجدوها بالمدرسة والمكافآت التي سيحصلون عليها نتيجة للالتزام والتفوق..

علي الأم أيضا مراعاة عدم ضرب أطفالها اذا رفضوا يوما الذهاب لأن ذلك يجعل عملية الدراسة مقترنة لديهم بالعقاب وهو ما يدفعهم الي كرهها.. لذا فان الحوار مع الطفل هو الحل المناسب مع مراعاة عدم ترك مشاكله معلقة حتي لايفقد طفلك ثقته بأنك تستطيعين حلها.

أسباب التقاعس الدراسي

المعروف ان العديد من الأطفال يتقاعسون عن أداء واجباتهم المدرسية فيؤجلون كتابة تمارينهم وحفط دروسهم بحجة انجازها فيما بعد.كل ذلك يجعل مستوي تحصيلهم الدراسي قليلا ويسبب لهم العديد من المشاكل.

هناك مجموعة من الأسباب التي تكمن وراء هذا التأجيل منها ضعف الحافز فمثل هذا الطفل يمكن التعرف عليه بسهولة. لأنه لا يهتم علي الاطلاق بانجاز مهمته وهو ما يجعله يعاني من التأخر الدراسي لذا علينا ان نهتم بالحافز المعنوي الذي يمكن ان يشعر الطفل بالفخر نتيجة التزامه وتفوقه.

تضيف أن التمرد من أسباب التأخر الدراسي أيضا فالطفل المتمرد يؤجل وظائفه أو يحاول التملص منها كنوع من المقاومة لبعض الضغوطات التي يتعرض لها في منزله وربما يجدها طريقة لمعاقبة الوالدين كما ان الطفل غير المنظم لا يجد دائما كل الأدوات التي يحتاجها الانجاز واجباته.فقد يترك أحد كتبه أو كراسته الدراسية في المدرسة مما يسهم في تأخير انجازه لدروسه وتمارينه.

لذا علي الوالدين مراقبة ابنائهم أولا بأول مع منحهم الحنان والعطف اللازم بما ينعكس عليهم بالشعور بالثقة بالنفس والقدرة علي مواصلة أعمالهم الدراسية وذلك بدلا من توبيخهم بصفة مستمرة حتي لو كان ابناؤهم هم الذين يسببون المشاكل لأنفسهم.

أخيرا ليس علي الأهل ان ينتظروا ان يقوم الطفل بحل مشكلته بنفسه. فاذا كان أحد الأبوين يؤجل القيام ببعض الأشياء. فان الطفل سيقلده بشكل تلقائي فالأسلوب المتبع في المنزل هو الذي سيؤثر في الطفل وتربيته بالدرجة الأولي.